الأحد، 22 يونيو 2014

أغنية عن الحب والحرية ..شعر حمد المسمارى

قــدراً أن نعبــر حتــى النهــايـة
دربنــا الممـلـوء بالمــوت
وآلاف الجمــاجــم
قــدراً أن نشــرب حتــى الثمــالـة
كــأسنــا المتـرعـة الأحــزان
فــي عــرس هــوانـا
كـان قـاري النشــرة يـردد
قـالـت الأخبــار عنـا خــونــة
وكنـا فـي ســواد الرحلـة الداجــي
نـردد أغنيــة
لــم يـزل فــي القلــب رو ياء
وبقــايــا أمنيــة
* * *
قــدراً يـا حبنـــا الأكبــر
أن نبكـــي طــويــلاً
وعلــى بـوابــة الليــل والغــربــة
يصلــب حلمنـــا الأخضـــر
صــــدقــونــي
نحــن لا نعــرف ســر اللعبـــة
مـا تسللنـــا كمــا قـال المحقــق
عبــر أستــار المطـــر
لــم نــر ضــوءه لنســرقــه القمــــر
* * *
قـدراً يـا رفيقــة الآلام
أن نبقـى سنينـاً وسنيــن
نغـزل مـن خيـوط الشمـس
الأمــل الأتــي
لآلاف الضحـايـا والجيــاع
المتعبيــن
لــم يعــد بوسعنـا أن نتكلــم
صــار مسمــوحــاً فقــط
أن نتألــــم
* * *
قــدراً كـان علينــا أن نظــل
ألــف عــام
أســرى قيــد
أســرى فكـــراً
لــم نعــد نـدركــه مــن
ألــف عــام
نبحــر فــي لجــة الظلمــة
دون شمعــة
اللــه يـا رفيقــة الآلام
يعــرفنــا
ولــن يتـركنــا نـذرف دمعــــــــة

بنغـازي 16 – 6 – 1996 م

الجمعة، 20 يونيو 2014

صـــلاةُ العابريـــــن ...عزالدين اللواج

صـــلاةُ العابريـــــن
أول ديوان شعرى للكاتب والناقد الليبي حمد المسماري
” إلى روح أبي الذي علمني كيف يكون الحب وكيف يكون العطاء ، وكيف تكون عزائم الرجال في سنوات الخوف والشقاء .
إلى روح أمي التي مازلتُ افتقدها بعد كل هذه السنين .
إلى أرواح رجال رائعين مروا بأزقة مدينتي العجوز ذات يوم ، وتركوا لنا إرثاً من كلمات طيبة مفعمة بالود والبهجة .
” الصادق النيهوم وعلي الفزاني وخليفة الفاخري” .


إلى كل الذين أحببتهم وغابوا
عابـــراً أتلــــو صلاتــــي


بهذا الإهداء المُعبر دشن الكاتب والناقد الليبي القدير ” حمد المسماري “ديوانه الأول الذي عنونه بـ ” صلاة العابرين ” والصادر مؤخراً عن منشورات مجلة المؤتمر الليبية .
المسماري الذي احتوى ديوانه على ” 27 ” قصيدة ، حاول بذائقته الشعرية التي طالما رصعت مقالاته النقدية المثيرة للجدل داخل الأوساط الثقافية الليبية ، أن يصلي صلاة العابر ين في أكثر من ومضة زمانية ومكانية ، مرتلاً من خلالها آهاتاً وشجوناً عبرت عنها بعمق سجداته الخاشعة والقانطة في محراب ديوانه الأخير ” صلاة العابر ين ” والذي نستهل قطوفنا منه بهذه الأبيات من قصيدته التي أهداها الشاعر إلى المتفكر الليبي الراحل ” الصادق النيهوم ” .


يقول المسماري في تلك القصيدة : ـ
يا صادق
فرسان هذا العصر
مازلوا بلا معارك
والنسر لم يمت
النسر صار ببغاءً مدهشاً
يغني للخليفة
أشعاره قد جعلت حياتنا
سخيفة
*********
في زمن الغربة والنواح
تبكيك بنغازي كل مساء
تبكيك حتى مقدم الصباح
فنديلها مدينتك ما عرف التوهج
قاموسها حبيبتك لا يعرف الأفراح
ولا شموعها أضاءت رغم الاحتراق


وفي صلاة العابرين يتأمل المسماري في أعماق مشهديات مأساوية مؤلمة ويقول على لسان محدثه :
 

قــال لـــــي :
يا صاح يقتلني الحنين
لكنهم داسوا عقود الياسمين
أفلا ترى هذه خيام اللاجئين
وعذابات المنافي في العيون
وكلاب الطرقات
تنهش لحم الصبايا البائسات
والصغار
هدهم جوع الليالي الباردات
انتظاراً للنهار
لم يعرفوا دفء الصباحات النديه
واخضرار الحلم في شمسِ العشيه


وبتلاوة آلام وآهات بغداد المحتلة يختتم المسماري صلاته العابرة بقصيدة ” لا تذرفوا الدموع ” .

التي نختتم هذه المتابعة ببعض من أبياتها التي جاء فيها قول الشاعرالمسمارى :
آه وألف آه
يا مدينة الرجال يا بغداد
بالعبث المجنون قد ضيعك
الأوغاد
يقتلنا البكاء والأنين
يا داره الأحزان
منذ مقتل الحسين
مرصودة أنت للموت والشقاء
كطفلة بائسة لا تدرك الأشياء


 سبق النشرعلى موقع دروب الثقافى ، بتاريخ  7 أبريل 2006

صلاة العابرين ..حمد المسمارى



حامل القيثارة
ما عاد يغني للشموس الغاربة
لم يعد في لحظة الوجد
وأهات الشجن
يسكب الألحان أقماراً تضيء
في القلوب الشاردهْ
ولأسراب الطيور العابرهْ
قال لي :
يا صاح يقتلني الحنين
لكنهم داسوا عقود الياسمين
أفلا ترى هذه خيام اللاجئين
وعذابات المنافي في العيون
وكلاب الطرقات
تنهش لحم الصبايا البائسات
والصغار
هدهم جوع الليالي الباردات
انتظارًا للنهار
لم يعرفوا دفء الصباحات النديـه
واخضرار الحلم في شمس العشيه
هل ترى يذكر’ حبيبي ؟
كلماتٍ حفرناها فوق أخشاب صليبي
ربما !!!
* * *
أحذية’ الجنود والبارود
والقمر’ المعلق
وبكاء جارتنا الودود
لنصلي أصدقائي فوق أوحال الهزيمهْ
ولنغني من جديد للشموس الغاربــــهْ
نسكب الألحان أقمار تضيء
في القلوب الشاردهْ
ولأسراب الطيور العابرهْ

بنغــازي 3 – 4 – 2001 م

اللوحة للفنان الفلسطينى الكبير اسماعيل شموط.