الجمعة، 20 يونيو 2014

صـــلاةُ العابريـــــن ...عزالدين اللواج

صـــلاةُ العابريـــــن
أول ديوان شعرى للكاتب والناقد الليبي حمد المسماري
” إلى روح أبي الذي علمني كيف يكون الحب وكيف يكون العطاء ، وكيف تكون عزائم الرجال في سنوات الخوف والشقاء .
إلى روح أمي التي مازلتُ افتقدها بعد كل هذه السنين .
إلى أرواح رجال رائعين مروا بأزقة مدينتي العجوز ذات يوم ، وتركوا لنا إرثاً من كلمات طيبة مفعمة بالود والبهجة .
” الصادق النيهوم وعلي الفزاني وخليفة الفاخري” .


إلى كل الذين أحببتهم وغابوا
عابـــراً أتلــــو صلاتــــي


بهذا الإهداء المُعبر دشن الكاتب والناقد الليبي القدير ” حمد المسماري “ديوانه الأول الذي عنونه بـ ” صلاة العابرين ” والصادر مؤخراً عن منشورات مجلة المؤتمر الليبية .
المسماري الذي احتوى ديوانه على ” 27 ” قصيدة ، حاول بذائقته الشعرية التي طالما رصعت مقالاته النقدية المثيرة للجدل داخل الأوساط الثقافية الليبية ، أن يصلي صلاة العابر ين في أكثر من ومضة زمانية ومكانية ، مرتلاً من خلالها آهاتاً وشجوناً عبرت عنها بعمق سجداته الخاشعة والقانطة في محراب ديوانه الأخير ” صلاة العابر ين ” والذي نستهل قطوفنا منه بهذه الأبيات من قصيدته التي أهداها الشاعر إلى المتفكر الليبي الراحل ” الصادق النيهوم ” .


يقول المسماري في تلك القصيدة : ـ
يا صادق
فرسان هذا العصر
مازلوا بلا معارك
والنسر لم يمت
النسر صار ببغاءً مدهشاً
يغني للخليفة
أشعاره قد جعلت حياتنا
سخيفة
*********
في زمن الغربة والنواح
تبكيك بنغازي كل مساء
تبكيك حتى مقدم الصباح
فنديلها مدينتك ما عرف التوهج
قاموسها حبيبتك لا يعرف الأفراح
ولا شموعها أضاءت رغم الاحتراق


وفي صلاة العابرين يتأمل المسماري في أعماق مشهديات مأساوية مؤلمة ويقول على لسان محدثه :
 

قــال لـــــي :
يا صاح يقتلني الحنين
لكنهم داسوا عقود الياسمين
أفلا ترى هذه خيام اللاجئين
وعذابات المنافي في العيون
وكلاب الطرقات
تنهش لحم الصبايا البائسات
والصغار
هدهم جوع الليالي الباردات
انتظاراً للنهار
لم يعرفوا دفء الصباحات النديه
واخضرار الحلم في شمسِ العشيه


وبتلاوة آلام وآهات بغداد المحتلة يختتم المسماري صلاته العابرة بقصيدة ” لا تذرفوا الدموع ” .

التي نختتم هذه المتابعة ببعض من أبياتها التي جاء فيها قول الشاعرالمسمارى :
آه وألف آه
يا مدينة الرجال يا بغداد
بالعبث المجنون قد ضيعك
الأوغاد
يقتلنا البكاء والأنين
يا داره الأحزان
منذ مقتل الحسين
مرصودة أنت للموت والشقاء
كطفلة بائسة لا تدرك الأشياء


 سبق النشرعلى موقع دروب الثقافى ، بتاريخ  7 أبريل 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق