الأحد، 1 أبريل 2018

مساميـر... سنـة لـم تكـن حلـوة يا بلادنـا ....حمد المسماري

اللوحة للفنان الليبي جمال الشريف

ها هـو العــام 2008م يهـم بالرحيـل فكــل العــام وأنتـم وجميــع أحبــابكم بخيــر.. ألــف خيـر وحـب وســلام.. وكـان للأسـف عـامـا غيـر طيبـاً علـى مواطنينـا السعـداء المفلسيـن، وإذا مـا فتحنــا صنـدوق ذكـريـاتنـا خـلال أيامـه المنصرمة فسنكتشـف دون كثيـر عنـا أن الغـلاء، وارتفـاع أسعـار كـل شـي بصـورة غريبـة كانـت أهـم سمـة خـلال أيامـه، بالإضافة إلـى مذابـح أو قـرارات الدولـة بشـأن التقليـص والملاكات الوظيفيـة التـي أخرجـت بعـض النـاس مـن عقولهـم واصابة البعـض الأخـر بجلطـات دماغيـة، وسكتـات قلبيـة.. هاهـو عـام يمضـي امتلاءات فيـه شــوارع بلادنـا الغارقـة فـي الحـزن والوحشـة أكثـر مـن أي وقـت مضـى بالوجــوه الغـريبــة مـن أسـراب الغـرباء وشـذاذ الأفـاق مـن كـل أجنـاس البشـر فـي هـذا العـالـم، وتحـول الليبيـون إلـى غـرباء قي وطنهـم.

 هـاهـو عـام أخـر يمضـي مـن سفـر أيامنـا الكئيبـة فـي سيــاق عجلـة الـزمــن التـي طحنـت النـاس فيـه بأسـوأ مـا أمكنهـا أن تفعـل.

 أيهـا الأحبـــة...

هـاهــو العـام 2009م يطـل فـي أفـق حياتنـا ، وستنهمــر ذكــريـات أحبـابنـا كمـا المطــر.. نتــذكــر الـذيـن غـابـوا منهــم خلالـه، وربمـا نقصــد مقبـرة الهــواري المهملـة لنضــع علـى قبـورهـم وردة ونـذرف دمعــة، ونقــرأ لأرواحهــم الطـاهـرة فــي سمــاوات اللـه البعيــدة مـا تيسـر مـن آي الـذكــر الحكيــم.

هــاهو عـام جـديـد يأتـي مغلفـاً بالبـرد والمطـر ، والاحتقـان المـرير، وجيوبنـا المفلسـة.. فلنحـاول يائسيـن أن نسمــوا بأرواحنــا عـن خـلافاتنـا وخطــايانـا الصغيــرة، وننســى كـل مـا عبـر بنــا مـن سحــابات ســوداء ، وقـرارات مسؤوليـن وأمنـاء كأنهـم ليسـوا منـا عكـرة صفــو أيـامنــا التـي لـم تكـن أصـلاً جميلــة بأي حـال مـن الأحـوال.

 هـاهـو عـام جــديد يأتـي وستغـزل رغـم ضنـك العيـش قلــوب صغـار المحبيـن ألـف حلــم ملــون لأيــام مشـرقـة بأعشــاش سعيــدة.. وسيحلــم التـلاميــذ ببطـاقـات النجــاح أخـر العــام عاقـديــن العــزم لبنـاء مجــد وطــن عشقــوه حتـى الثمــالـة أرضعتهـم أمهـاتهـم أكسيــر محبتــه.

 هاهـو عـام قـادم نستقبلـه بوعـود استـلام الثــروة، وأخشـى أن نودعـه وقـد بعنـا فيـه حتــى مـا يستـر عرينـا.
 كــل العــام والجميــع بخيــر.. ألـف خيــر وحـب وســلام، رغـم أننـا أعتـدنا أن تكـون أعومنـا المنصرمـة عبقـة بالذكــريــات والشجــن، وكـان العـام 2008م مترعـاً بكـل سـيء القـرارات التـي تمخضـت عنهـا الأفكـار الجهنميـة لتكـدير صفـو حياتنـا، ومستقبـل أيامنـا ممـن لديهـم بمؤسسـات الدولـة سلطـة إصــدار القـرارات والتحكـم فـي مصيـرنا إلـى الأبـد علـى مـا يبــدو .


سبق نشر المقال بصحيفـة قورينا بتاريخ 28 ديسمبر 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق