خليهـا ساكتـة فليـس ثمـة فرصـة علـى مـا يبـدو بأن نجتـاز عيـد الأضحـى دون أن تتراكـم الديـون الموجـودة علينـا أسـاساً، فـي ظـل أسعـار خـروف العيـد الـذي قطعـاً لـن يتمكـن معظمنـا مـن تدبيـر ثمنـه بسهـولـة هـذا العـام, حتـى لـو قـررنا الاستغناء عـن راتـب الشهـر بأكمله مضحييـن بمصـاريف حياتنـا اليوميـة طـوال شهـر كامـل، فتجـار الخـراف كشـروا عـن أنيابهـم بلا رحمـة، ومـادام سعـر الشامـي والرومانـي المستـورد وصـل إلـى 200 دينـار فكيـف سيكـون الحـال مـع خـروفنـا الوطنـي المدلل.
خليهـا ساكتـة ولا تحـاول أن تقنـع وتنتظـر مواسيـاً نفسـك أن هـذا العيـد برزقـه، فرمضـان الماضـي أيضـاً كـان برزقـه وخرجـت منـه مثقـلاً بالديـون بعـد أخـذ الرزق كلـه.
خليهـا ساكتـة فربمـا لـن تتنـاول وجبتـك السنويـة مـن "طبيخـة القـلايا " هـذا العـام التـي أصبحنـا نأكلهـا مـن العيـد للعيـد, فليـس مـن الحكمـة أن يشتـري مواطـن علـى قـد حالـه مـن الجـزار " قلـب خـروف" فـي الأيـام العـاديـة دون أن يدمـر ميزانيـة الشهـر.
خليهـا ساكتـة وستتغاضـى هـذا العـام عـن فخامـة خـروفـك المبجـل والتباهـي بـه أمـام جيـرانـك ولـو صادفـك المدعـو "غـانـدي" بعنـزتـه الشهيـرة العجفـاء فلـن تتردد في شـرائهـا منـه.
خليهـا ساكتـة واحـذر السكاكيـن والسواطيـر التـي ستكـون بأيـدي جميـع مواطنينـا, ولاسيمـا وهـم أصـلاً مشحـونوـن بكـم هائـل مـن الغضـب لأمـور عـدة ويسكـرون مـن زبيبـة علـى رأي المثـل.
خليهـا ساكتـة وكـل عـام وأنـت بخيـر أيها المواطـن البسيـط الـذي يشقـى بثمـن خـروفـه.
* سبق نشر المقال بصحيفة "قورينا"
بتاريخ 3 ديسمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق