الخميس، 10 مايو 2018

مساميــــــر*.....حمد المسماري


 


( 1 )
 لا أعـرف إلـى متــى سنظـل ننتظـر خـروج ذلـك المسـؤول عـن التخطيـط والبنيـة التحتيـة فـي بنغـازي، صائحـاً فينـا أخيـراً ومـردداً علـى طريقـة ذلـك العالـم الـذي يدعـى أرشميـدس: "وجــدتهـا وجــدتهـا"، وبطبيعـة الحـال نحـن لا نطلـب مـن مسـؤولنـا الكريـم المصعـد شعبيـاً أن يكتشـف لنـا نظـريـة فـي علـم الفيـزياء والجاذبيـة وقـوانين الطفـو فقـد طفونـا منـذ زمـن بعيـد، بـل ليفسـر لنـا ويحـل أحجيـة مـا تبحـث عنـه ديناصوراتـه الحديديـة فـي شوارعنـا المتهالكـة المرهقـة أصــلاً مـن قســوة الزمـن والبشــر .. وإلـى أن يأتـي ذلـك الصبـاح المبـارك نهـدي مـن خـلال برنامـج "مـا يطلبـه المستمعـون" بإذاعـة بنغـازي المحليـة محييـن عامليها الشبـاب الذيـن غيـروا واقـع فسـاد إدارتهـا ، نهـدي لمسـؤولنـا العـزيـز أغنيـة تذاع لأول مـرة تقـول كلماتهـا "يـا مجـاري فـي الدنيـا يـا مـا جـاري".

 ( 2 )
 الحـديـث عـن حفـر بنغـازي الـتي تؤهـل مدينتنـا التـي كانـت جميلـة لدخـول موسوعـة جينـز مـن حيـث كـم الحفـر فـي مدينـة واحـدة ، يبـدو أنـه أكتسـب أبعـاداً نفسيـة، وسلوكيـة تستلـزم دراسـة تأثيـر حفـر المجـاري فـي شخصيـة مواطننـا الكريـم، فالكـل يحفـر بدأب وهمـة ونشـاط .. الأخ يحفـر لأخيه والصـديـق يحفـر لصديقـه، وتلـك لصديقتهـا من أجـل خطـف خطيبهـا، وهـذا لـمديره فـي المصلحـة، وذاك وهـو الأصــدق فينـا جميعـاً يحفـر قبـورنـا فـي مقبـرة الهـواري.

 ( 3 )
 المقـال الرائـع المثيـر للجـدل عـن جهـاديي درنـة بقلـم الأمريكي كيفن بيراينو ـ نيوزويك العربية كانـت التعليقــات حـولـه بموقـع جيـل تبعـث علـى الحـزن والرثــاء، وتعبـر عـن واقـع حالنـا الميؤوس منـه فـي فهـم طبيعـة الأشيـاء علـى حقيقتهـا، حيـث تـرك السـادة المعلقـون كــل مـا ورد فـي المقـال مـن حقائـق مثيـرة عـن بـؤس حيـاتنـا ورقـادت ريحنـا، وركـزوا علـى جملـة عارضـة فـي المقـال الطويـل جـداً تتحـدث عـن المومسـات القادمـات لطرابلـس مـن الشـرق، وفجـروا نقـاشاً وصـراعاً جهـوياً مقيـتاً وكأنمـا بقيـة المقـال المدهـش لـم يقـرأ مـن قبـل السـادة المعلقين علـى الإطـلاق.

 ( 4 )
 مسـؤول مخطــط أنيـق جـداً ومثقـل بالشهـادات، لـم يكـن رده مـن خـلال صفحـات ليبيـا اليـوم علـى زميـل لـه لا يقـل عنـه شهـادات أو أناقـة فـي مستـوى سمعتـه ومكانتـه العلميـة المرموقـة، كمـا لـم يكـن تعقيـب زميلـه وخصمـه علـى الموضـوع يليــق أيضـاً بهيبتــه واحتـرامنـا لـه .. بعـض الخبثـاء كانـت تعليقاتهـم فـي الصميـم ووصلـوا إلـى لـب المشكلـة والصـراع حولهـا دون زيـف أو طـلاء للكلمـات وهـي كعكـة ذلـك المـركـز ذي الخمـس نجـوم 

 ( 5 )
 لتنـــال بعـض الأجـوبـة الجيــدة عليـك أن تســأل الأسئلــة الصحيحــة .. أحــد الأكاديمييـن مـن ذوي الحضــور المركـز بكتاباتـه فـي صحفنـا وإصداراتنا فـي الفتـرة الأخيـرة عنـون مقالـة لـه بعنــوان جـذاب ومثيـر طارحـاً سـؤالـه مـن خـلال العنـوان: "ليبيــا لمــن ؟"، وبطبيعــة الحـال توقعنـا مـن خـلال مـا كتـب هـذا البـاحـث السياسـي المتخصـص أن نثـري معـارفنـا بتحليلاتـه سيمـا أن الإجابـة معروفـة سلفـاً ، ويمكـن لأي مواطـن أمـي أو طفـل أن يمـدك بهـا ، لكـن المفاجأة أن دكتــورنـا الفاضـل بعلمـه وخبـرتـه عجــز عـن أن يقـدم لنـا الإجابـة الصحيحـة، رغـم وضوحهـا كمـا الشمـس فـي قلـب السمـاء.

 ( 6 )
 الكاتـب المميـز ذو القلـم غيـر الملـوث (محمـد سحيـم)، وضـع بمقالتـه الأخيـرة "لمـن تكلنـا ؟" بعـض الصـور التـي أخبـرت بالكثيــر رغـم إخفائهـا بعلامـات استفهام كبيـرة، لكـن أجمـل تعليقـات (سحيـم) بمقالـه كـان مـا كتبـه مـن تعليـق تحـت صــورة أحـد دكاترتنـا المنظرين "هـذا الدقيـق جـدا قـال: يجـب علـى ليبيـا أن تنضـم إلـى مصـر أو تونـس" لا عليـك يـا عـزيـزي سحيـم !! فيبــدو أن وطننـا قـد هـان علـى بعـض نخبويينـا إلـى هـذه الدرجـة المضحكـة المبكيــة !!

   ( 7 )
 حيـن قــرأت سلسلـة المقالات المميـزة "مصراتـه.. يـا سـرة الـوطـن"، واطلعـت علـى مـا جـاء فيهـا مـن كـم النـزاعـات القبليـة الجهويـة، والصراعـات الدمويـة المخجلـة لبعـض قـادة حـركـة الجهـاد ضـد الغـزو الإيطالـي، اقـتـرحت علـى كاتبهـا المؤرخ الصـديق الدكتـور فـرج نجـم أن يسمـي سلسلـة مقالاتـه "المجاهـدون الأشـرار أو العسكـر سوسـة !!" فمـا فعلـوه ببعضهـم وناسهـم ووطنهـم لا يستوعبـه عقـل ولا منطـق.

 ( 8 )
 مثــل راقصــي المولـويـة
قضينــا العمــر نـدور
فــي حلقـة ذكــر صوفيــة




* نشـر بالعـدد 179 بصحيفة قورينا بتاريخ 6 / 5 / 2008 . م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق