الخميس، 10 مايو 2018

حنين ...حمد المسماري

اللوحة للفنان الليبي على الزويك

وحيدا ً مشوار أيامك تمشى
(كلهم قد رحلوا أهلنا والقمًر)
أصبحوا نوارس فضية
تذرع شواطىء الذاكرة
تزيد أحزان ليل الغربة القاسى
تجعلك أيها المعذب
إنسانا ً لاملامح له
لا أماني له
لاقيمة له
تشرب فنجان قهوتك السيئة المذاق
تفتح رسالة وصلت هذا الصباح
يسألك الصديق من أرض الوطن
"أما زلت إنساناً حيا ً..؟
أما زلت قادرا ً على الصراخ ..؟
أم أثخنتك ياصديقنا المعذب الجراح..؟
متي ستعرف ماتريد أيها الشريد...؟
عن أخبارنا لاتسأل
ضد التيار نبحر منذ زمنا ً بعيدا
مركبنا ممزق الشراع
حياتنا آلم
أيامنا فراغ
أفكارنا غريبة غريبة
نشعر بالضياع"
تطوي الرسالة ..
تتجرع كأسك..
تشعل سيجارة..
تتسأل عن حلم يوما ً إليه
شددت رحالك
وكيف فى صمت كما الأزهار
رأيتها زواية آمالك
يقتلك الشوق
تتوق للخلاص
من عذابك والبوح
تردد أغنية شاعت
أيام الحرب الدموية فى لبنان
(ردني إلى بلادي مع نسائم غوادي)
فلتحذر ياصديقنا
الهوة السحيقة
جوادك متعب
والجراح عميقة
معذرة ..
لن تصل مرافي الحقيقة


21 مارس 1996 بنغازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق