السبت، 24 مارس 2018

شىء من الحزن ....حمد المسماري

اللوحة للفنان الليبي يوسف افطيس

عندما يقبل المساء المرصع بنجوم بعيده
وتعود طيور النورس إلى مكان ما
على الشاطىء المقفر
ويرتفع أنين الحزاني عبر الأزقة الرمادية
المتعبة من عناء النهار
وتأتي فتاة فقيرة تسأل عني
قولوا لها:
أخذه المجهول ولاندري إلى أين
قادته قدماه عبر الدرب
لاتخبروها أني مابرحت
ناصية الطريق أنتظر مآبها
ولا عن الحزن الذى سكن قلبي لفراقها
وخلف به جراحا ً عميقة
قولوا لها:
ظل وحيدا من كل شىء
عبر ليالي الشتاء الطويله
وحيدا إلا من أسراب كلمات مباركة
تتساقط من عينيه دموع خرساء
تبلل صور من أحبهم وغابوا
ومع كل فجر
تنهض فيه شمس الأرجوانية
من وراء المحيط
وتتضوع فيه أزهار حدائق الليل
بقطرات الندي المباركة بأريج قدسي
عندها فقط ..
يدرك أن دموعه لن تغسل
خطايا الآخرين ولا المطر
سيطهر المدينة
يدرك بأسي مؤلم
أن تعبد المرء صامتا فى محراب
وحدته القاسية
لن يمكنه فهم الأشياء
أشياء الناس العاديين


بنغازي 5- 4- 2001

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق