السبت، 17 مارس 2018

من أغانى الغجر....حمد المسماري

لوحة للفنانة الليبية حميدة صقر 

مهداه إلى شاعر الحب والموت والحرية
وناظم أناشيد الحزن العميق... إلى محمد الشلطامي

( الموت لا يزور الناس عند الفجر )
أغنية رددها المغني الجوال
في قوافل الغجر
أخفت الغيوم في المساءات الحزينة

القمر ..
هجر العشاق حلقة
السمر ..
وما توقف نزف الجراحات العميقة
طوال رحلة الأيام وسنوات
العمر ..

* * * * *

تغامر وحدك مع الزمان
والأماني
تضج في الفؤاد كالحريق
تجوب كل ليلة مدينة الأحزان
والكآبة
تنشد الطريق
أيامك أنفقتها في رحلة
الفقدان ..
دموعك ذرفتها وقحل
الوجدان ..
تسير وتسير
عبر عتمة الدروب
تبحث عن مكان
تحس في أركانه شيء
من الأمان
تبحث عنها بأسى
منارة الإنسان
منارة يقول الرؤاة عليها
ما عاد من شد الرحال إليها
وماعرف الذاهبون
أين المسير
ولا عائدون فندري
المصير
وها أنت وحدك تغذ الخطا
إلى مستحيل الآفاق
وتعرف أن الدروب طويلة
وأن الصعود
احتراق احتراق
وان المراد بعيد بعيد
وزادك عبر الرحال
اشتياق
وكلمة من التي أحببتها
" أشعر بالضياع "
سمعتها في لحظة الوداع

* * * * *

بكيت وحيدا
اختلطت دموعك بالمطر
واحتواك خوف كل هذه
السنين
وصرخات من أحببت
من وجوه
في عوالم مجهولة
تعود بغرابة لزمن الطفولة
ويتراءى وجهها
كطيف حلم عابر
يحجبها الضباب
وبنادق الجنود
في المعابر ..

* * * * *

لن تزهر الزنابق
فهذه القفار يا صديقنا
مرصودة بالموت منذ
البدء ..
وهذه الديار يا صديقنا
قد نسيت أعراسها وسنوات
المجد
تطول رحلاتنا
والصوت في البعيد لم يزل
" الموت لا يزور الناس عند الفجر "
حانت النهاية الحزينة
وكتبت مرثية العمر


 بنغازي 10 -12- 2001


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق